في أول حكم في نوعه بمصر، قضت محكمة جنايات الإسكندرية، أمس الخميس، بمعاقبة مُدرّس بالسجن المشدد لمدة 6 سنوات، بعدما أدانته بجرم ضرب تلميذ داخل الفصل، مما أدى لوفاته. كما أهابت المحكمة بوزارة التربية والتعليم اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حسن رعاية التلاميذ وتجنب اعتماد أسلوب ضربهم وإرهابهم، «خاصة أنهم عماد المستقبل وأمل الأمة الذين سيحملون راية التقدم».
تعود الواقعة إلى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما قرر هيثم نبيل عبد الحميد، 33 سنة، وهو مُدرّس الرياضيات في مدرسة سعد عثمان للتعليم الابتدائي بحي المنتزه (شرق الإسكندرية)، معاقبة التلاميذ المقصّرين في أداء الواجب المدرسي بالضرب بعصا غليظة. وعند شروعه في ضرب التلميذ إسلام عمرو بدر، 11 سنة، سحب التلميذ يده فأصابت العصا ساق المدرس، الذي سدد عندها ركلة قوية بقدمه إلى صدر إسلام، فسقط الأخير مغمياً عليه، ثم فارق على إثرها الحياة رغم محاولات إسعافه بعد نقله إلى أحد المستشفيات القريبة من المدرسة.
تقرير الطبيب الشرعي الذي شرّح جثة التلميذ القتيل، أفاد أن الوفاة حدثت بسبب ركلة المدرّس التي أدخلت التلميذ في نوبة توقف القلب والدورة الدموية ونقص في التغذية الشريانية بالدماغ وغيبوبة. كما أدت الركلة إلى كسر في الضلوع من الثاني إلى الخامس، وانسكاب دم، وكدمات في العضلات حولها. وأشار التقرير كذلك إلى وجود أثر كدمات بالرئة اليسرى وقوس الشريان الأبهر (الأورطي) مقابل موضع الكسور.
واعترف المدرّس المدان بضربه التلميذ القتيل، مبرراً الواقعة برغبته في «تقويمه وإصلاحه ليكون متفوقاً وسط أقرانه»، وبالتالي قرّرت النيابة إحالته للمحاكمة بتهمة ضربٍ أفضَى إلى موت الطفل، لتصدر المحكمة حكمها المتقدم بعد جلسات استغرقت شهراً، وهي مدة تعدّ قصيرة نسبياً في المحاكم المصرية. وعقبَ صدور الحكم، قال عمرو بدر ـ والد التلميذ القتيل لـ«الشرق الأوسط»، وهو متأثر، «كنت أتمنى أن يعدموا هذا المعلم الذي فقدَ الرحمة، وملأت القسوة قلبه لتبرد ناري على ولدي». وطالبَ الجهات المعنية بإطلاق اسم ابنه على المدرسة التي شهدت مقتله، وقال «إنه أقل ما يمكن فعله لطفل فقدَ حياته قبل أن تبدأ».
الأحد ديسمبر 28, 2008 10:53 am
