الاتحاديون والبخل على الجيران

الكثير من الاتحاديين علقوا على الفرحة الهيستيرية التي انتابت لاعبي وإدارة النادي الأهلي وجماهيره عقب

فوز فريقهم على الاتحاد يوم السبت الماضي واستغربوا (أي الاتحاديين) تلك الفرحة غير المبررة ـ على حد قولهم

ـ ووصفوها بأنها مُبَالغ فيها ولكنني ومن وجهة نظر شخصية ومن خلال متابعتي لمباريات الفريقين أرى أنها

مبررة ومبررة جدًا، فجماهيرهم كانت تحلم مجرد الحلم أن يحقق فريقهم فوزًا واحدًا على الاتحاد في مسابقات

الدوري وعندما تحقق لهم ما يتمنوه فرحوا كلٌّ بطريقته بل أن من يقول بأنهم بالغوا في الفرحة فقد جانبه الصواب

مع كامل احترامي له ففرحتهم جاءت بطريقة عفوية ولم يكن مرتبًا لها (لعدم توقعهم للفوز من الأساس) ولو

كنت مكان القائمين على الفريق الاتحادي لخصصت في كل موسم مباراة أو مباراتين على الأقل أعطي فيها

الفوز للأهلي كي نرى الفرحة والبسمة وهي تعلو محيا جماهيره الصابرة وإدارييه غير المستوعبين حتى اللحظة

ولا أعتقد أنهم سيتأخرون بل توقعاتي تقول أنهم سيدعمون فكرتي تلك. خاصة بعدما شاهدوا بأنفسهم ذلك

الفرح العارم الذي ساد المتعلمين قبل الجهلاء والإدارة قبل الجماهير. وصراحة كنت سألوم لاعبي الاتحاد لو أنهم

حرموا تلك الجماهير وأولئك الأعضاء من فرحة كتلك التي شاهدها الجميع.

النقاط الثلاث
* لم يفد اللاعبون الأجانب فريق الاتحاد في المباريات الحاسمة وأعيدوا شريط أهدافهم ستجدونها جميعها في

فرق ضعيفة بينما في الموسم الماضي كان لدى الاتحاد ثلاثي أجنبي ممتاز وهم البرازيليان تشيكو وألفيس

والغيني الحسن كيتا وسببا قلقًا كبيراً في دفاعات الأندية الكبيرة، ومع ذلك لم تجدد الإدارة عقد البرازيليين

وألغت عقد الثالث فتوقعنا بعدها أن الإدارة ستجلب من هم أفضل، ولكن للأسف اتضح أنه مجرد حلم فهل هناك

مقارنة بين ألفيس وعماد متعب خاصة في استثمار أنصاف الفرص من الأول مقابل إهدار فرص محققة من قِبَل

الثاني. وهل هناك مقارنة بين كيتا وأبو شروان؟ إنها مقارنة ظالمة للأول بالطبع لذلك فاللوم يقع على إدارة

النادي وليس على المدرب في عدم الاستفادة.
* لست مدربًا والكثيرون مثلي ليسوا مدربين، ولكن هناك أمور في كرة القدم واضحة جدًا لمن مارس الكرة

ويعرف خفاياها ، وبالتالي من السهل عليه التمييز بين مدرب الإعداد ومدرب التكتيك وقد حذرت في بداية مجيء

المدرب السيد كالديرون وقلت بأنه ليس مدربًا فنيًا بل هو مدرب إعداد لا يجيد قراءة فريقه ناهيك عن قراءة

الفريق الخصم ولهذا أكدت في أكثر من مقال بأن الاتحاد لا يحتاج إلا لمدرب تكتيك لأن لديه مجموعة كبيرة من

اللاعبين المميزين الجاهزين في كافة الخطوط بينما هذا المدرب لا يتناسب مع فريق كبير كالاتحاد ومن يعترض

على هذا الأمر فليرني مباراة واحدة فاز بها الاتحاد على أحد الفرق الكبيرة وكان ذلك الفوز بفضل الله ثم بفضل

التكتيك الذي وضعه لتلك المباراة تحديدًا ثم أروني مباراة واحدة غير فيها هذا المدرب طريقة لعبه أو في التشكيلة

أثناء سير المباراة وتمكن من قلب المباراة رأسًا على عقب.

* لا أدري لماذا نعمل من انتقال لاعب من نادٍ إلى آخر قضية القضايا ومشكلة يحتار في حلها كافة المسؤولين،

قد يقول قائل أن السبب في تضخيم هذه المسألة يكمن في عدم وجود آلية معينة ومحددة ومعلومة للجميع

سواء للاعب أو الإداري أو الإعلام يعرف من خلالها كل طرف من الأطراف الثلاثة المعنيين (نادي اللاعب واللاعب

والنادي الآخر) ما له وما عليه وأنا وإن كنت معهم في ذلك الأمر إلا أنني أرى أن عدم وجود تلك الآلية لا يعطينا

الحق أو يجيز لنا إلقاء التُّهم على فلان وفلان جزافًا والدخول في الذمم وتحمل أوزار كبيرة من أجل كرة.

خاتمة
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك